ابنتي رعاكِ اللـه...
يطيب لي أن أضع بين يديكِ الأسس والأنظمة الَّتي ينبغي مراعاتها، والالتزام بها في مسيرتك العلميَّة عموما؛ وذلك تحقيقا للغاية المنشودة من العمليَّة التعليميَّة...
تذكري شرف طلب العلم، فقد جاء في حديث أبي الدَّرداء رضي الله عنه أنه قال: سمعت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول: (من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً، سهَّل الله له طريقاً إلى الجنَّة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاً بما يصنع، وإن العالم ليستغفر له من في السَّماوات ومن في الأرض حتَّى الحيتان في الماءِ، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورِّثوا ديناراً ولا درهماً، وإنما ورَّثوا العلمَ، فمن أخذه أخذه بحظٍ وافر).
تحلَّي بآداب طالب العلم من إخلاص النيَّة لله سبحانه وتعالى، مع ضرورة التَّنبيه إلى أن ما سبق ذكره من فضل العلم والعلماء، إنما هو في حقّ العلماء العاملين، الأبرار المتَّقين، الذين قصدوا به وجه الله الكريم، لا من طلبه بسوء نية وخبث طوية. فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: (من تعلّم علماً مما يُبتغَى به وجه الله عز وجل، لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضاً من الدنيا؛ لم يجد عرف الجنة يوم القيامة) أي: ريحها.
اعملي بما تعلَّمتي، قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (هتف العلم بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل). وقال الشافعي: (ليس العلم ما حُفِظ، العلم ما نفع).
تَحلَّـي بمكارم الأخلاق، وجميل الخصال والخلال. قال ابن سيرين: (كانوا يتعلمون الهدي كما يتعلمون العلم). وعن أبي زكريا العنبري قال: (علم بلا أدب كنار بلا حطب، وأدب بلا علم كجسم بلا روح).
تفرغي من الشواغل، وحافظي على الوقت، واستثمريه فيما هو نافع غير ضار.
التزمي بالجد والاجتهاد، واحرصي على التبحر والازدياد.
أحسني اختيار رفيقات الدراسة. وقد قال ابن جماعة الكناني: (الذي ينبغي لطالب العلم؛ أن لا يخالط إلا من يُفيده، أو يستفيد منه، فإن شرع أو تعرض لصحبة من يُضيع عمره معه، ولا يُفيده ولا يستفيد منه، ولا يُعينه على ما هو بصدده، فليتطلف في قطع عشرته من أول الأمر قبل تمكنها، فإن الأمور إذا تمكنت عسرت إزالتها).
حافظي على حضور المحاضرات، واحذري من كثرة الغياب؛ فقد نصت المادة التاسعة من لائحة الدراسة والإختبارات، للمرحلة الجامعية على التالي: (على الطالب المُنتظم حضور المحاضرات، والدروس العلمية، ويُحرم من الاستمرار في المادة، ودخول الإختبار النهائي فيها إذا قلَّت نسبة حضوره عن النسبة التي يُحددها مجلس الجامعة...). وعلى ذلك؛ لو تجاوز الغياب 25% من نسبة محاضرات المادة حرمت الطالبة نفسها من دخول الإختبار النهائي، وحصلت على درجة الحرمان DN.
إذا تغيبتي عن حضور محاضرة ما؛ فاحضري عزيزتي الطالبة عذرا رسميا، مُوثَّقا من الجهة التي صدر عنها، ويحوي أهم البيانات؛ من اسمكِ، والتاريخ، وسبب الغياب بشكل واضح، حتى تُحسب لكِ درجة الحضور.
احرصي على الحضور في زمن المحاضرة المُحدد في جدولكِ، ولا مانع من دخولكِ حال التأخير؛ إلا أن إثبات حضورك سيكون بـ (تأخير)، علما بأن كل تأخيرين بعد ذلك سيُحسب بغياب واحد.
احرصي غاليتي على حضور المحاضرات بالمظهر والزيّ المُتوافق مع شريعتنا الإسلامية، وعاداتنا العربية، والذي يُعبِّر عن هويتكِ كطالبة عربية مسلمة، وتجنبي رعاكِ الله ما يُخالف ذلك؛ لأنه يُعد مخالفة لأنظمة وتعليمات الجامعة، فتكوني حينها عرضة للنقد والمساءلة.
تذكري إغلاق هاتفك المحمول عند دخول قاعة المحاضرة، علما بأنه يُمنع من استخدامه منعا باتا خلال المحاضرة.
التزمي بالهدوء وحسن السمت، وتزيني بحسن الإصغاء، وانبذي كل ما يؤدي إلى تشتيت الذهن وعدم التركيز؛ من عبث بالأدوات، وتبادل الهمسات، والنظر في الجوال ومتابعة المسجات.
|
آخر تحديث
9/8/2013 2:53:37 AM
|
|
|